أستراليا تطعن فرنسا في الظهر و تصطف مع أمريكا في حربها على الصين

لماذا أصبحت حرائق الغابات أكثر عددا و أكثر قوة في السنوات الأخيرة ؟


من تركيا إلى الجزائر و اليونان و تونس و المغرب إلى جنوب فرنسا و إسبانيا مؤخرا ، كل دول البحر الأبيض المتوسط شهدت حرائق مدمرة هذه السنة ، يضاف لها الدول ذات المناخ المتوسطي في العالم مثل أستراليا و كاليفورنيا الأمريكية و جنوب أفريقيا . حسب المختصين فإن هذه الحرائق أصبحت أكثر قوة و اتساعا في السنوات الأخيرة ، أساسا بسبب التغير المناخي .


منذ 3 أيام أيام و الحرائق تلتهم غابات جنوب فرنسا في مقاطعتي الفار و الفوكليز ، حرائق مازالت مستمرة و التهمت سبعة آلاف هكتار من الغابات المتوسطية العذراء بالإضافة لبعض المزارع و تسببت في مقتل شخصين و إصابة 24 آخرين . 
الحرائق تضرب فرنسا كل سنة خصوصا في الأقاليم الجنوبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، لكن هذه الحرائق أصبحت في السنوات الأخيرة أقوى و تدوم لوقت أطول متلفة بهذا مساحات أكبر و أكبر من الغابات .
29 ألف هكتار من الغابات احترقت هذه السنة في فرنسا مقارنة بمتوسط احتراق سنوي يقدر بـ 8 آلاف هكتار فقط في السنوات العشرين الأخيرة حسب المرصد الأوروبي للمعلومات حول حرائق الغابات .


متوسط المساحات الغابية المحترقة هذه السنة ( بالأحمر ) مع معدل الإحتراق في آخر 12 سنة ( بالرمادي ) في دولة فرنسا

يقدّر الخبراء أن نسبة 90 من حرائق الغابات تعود لسبب بشري ، عندما نقول عامل بشري فإن هذا يشمل رمي أعقاب السجائر المشتعلة أو خروج نار الشواء ( باربكيو ) عن السيطرة و بعض الحرائق المشتعلة لأسباب متعمدة قد تكون إجرامية ، لكن مع الإرتفاع القياسي لدرجات الحرارة المتزايد منذ سنوات و كذا الجفاف الشديد والرياح المساعدة ، كل هذا قد يحول نار صغيرة و بسيطة إلى جحيم حقيقي أكبر بكثير من المعتاد ، خصوصا أن أشجار الغابات تعاني من نقص حاد في المياه ما يجعلها أكثر قابلية للإحتراق .

إذا لاحظنا الوضعية المناخية في الستين سنة الأخيرة و تأثيرها المباشر على حرائق الغابات فإنه في دولة مثل فرنسا مثلا تم تسجيل هذا العام ارتفاع 0.4 درجة سلسيوس أعلى من معدلها قبل عشرة سنوات فقط .

حرائق غابات أكبر في المستقبل ..

بناءً على عدة قياسات مناخية بحتة للغاية كون الخبراء قاعدة بيانات حو خطر اشتعال الحرائق في السنوات الستين الماضية ، لاحظوا زيادة اشتعال الحرائق بشكل أقوى و بعدد أيام أطول ما يسبب إتلاف مساحات أكبر بالضرورة بشكل متزايد ، حسب مفهوم أو قانون يقيس احتمالية اشتعال حريق استنادا على الوضعية المناخية تحت مسمى " حساسية الغابات للحريق " .. فقد تم تسجيل زيادة في الأيام الصيفية التي تتوفر فيها العوامل المناخية المناسبة لاشتعال الحرائق ، حتى في مناطق لم تكن معرضة من قبل لهذا النوع من الكوارث البيئية .

مؤشر غابة-مناخ الذي يتوقع خطر احتراق الغابات بسبب المناخ و الوضعية الجوية و الذي يجمع بيانات منذ الثمانينات وصل إلى نتيجة مفادها أن الخطر ارتفع بنسبة 18% في الفترة الممتدة بين 1961 إلى 1980 و بنفس النسبة بين 1989 و 2008 ، لكن هذه النسبة سترتفع بشكل أكبر في المستقبل القريب من سنة 2021 إلى سنة 2040 لتصل الزيادة إلى 30% . ( حسب المنظمة التي قامت بالدراسة

عدد حرائق الغابات سنويا في فرنسا في آخر 10 سنوات



المصدر : جريدة Ouest-France 


مدونة الكيميائي