أستراليا تطعن فرنسا في الظهر و تصطف مع أمريكا في حربها على الصين

البحر الأبيض المتوسط يحترق .. هل هذا قدرنا ؟

 

الاحتباس الحراري و التغير المناخي يزيدان عدد الحرائق

اليونان ، الجزائر ، تركيا ، إيطاليا ، تونس  .. منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط تشتعل ، ربما غدا إسبانيا و المغرب و البرتغال . يضاف لهم أستراليا و كاليفوريا بالولايات المتحدة و كندا و روسيا ، تقرير GIEC يشرح بالتفصيل أن الكوارث الكبرى مازالت في بداياتها . لكن في دول البحر المتوسط مازال بإمكاننا التصرف قبل فوات الأوان .

من يعتقد أن التقليل من إصدار الكربون الآن سوف يطفئ حرائق الكوكب هو واهم 

من يعتقد أن الضريبة على الكربون أو حقوق الجمركة " الخضراء " الصديقة للبيئة أو الحد من النمو الإقتصادي سوف يطفئ حرائق المنطقة و العالم فهو واهم ، لأن البشرية لن تتراجع إلى الخلف و تعطل النمو لأن ذلك سيعني زيادة الفقر و هذا لا يمكن أن يحصل . هل الإنتقال الطاقوي نحو إقتصاد أخضر فيه مبالغة باعتبار ما يحمله من رفاهية و نفقات كبيرة ؟ 

مجلس المحاسبة الأوروبي يقيم أن تكلفة الإنتقال الطاقوي في أوروبا وحدها سيكون 11200 مليار أورو في العشرية القادمة أي أكثر من 1000 مليار أورو سنويا و هي تكلفة مرتفعة جدا ، لهذا علينا البحث عن حلول أكثر نجاعة و فاعلية لتحقيقه .

التعاون المشترك بين دول المتوسط للتدخل العاجل لمواجهة الحرائق

أرسلت فرنسا طائرات كنادير المتخصصة في إخماد الحرائق للمساعدة في اليونان و الجزائر و إيطاليا . 350 عون حماية مدنية فرنسي تم إرساله في مهمات للخارج . منذ منتصف القرن الماضي عقدت فرنسا مثلا 42 إتفاق تعاون و تدريب مع عدة دول في منطقة البحر المتوسط و العالم . إتفاقيات مماثلة يتم عقدها بين مختلف الدول من مختلف القارات ، كما أن الإتحاد الأوروبي قد استبق الأمور بإنشاء آلية مشتركة تضم 34 دولة لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعة .
في صيف هذه السنة الذي لم يتنهي بعد ، حرك الإتحاد الأوروبي 1800 عون حماية مدنية و 250 عربة و 14 طائرة إخماد حرائق و 3 مروحيات هليكوبتر للقيام بعمليات إخماد في مختلف دول حوض البحر المتوسط و أوروبا .

حرائق الغابات تهدد البشر

يجب إنشاء صندوق مالي دولي إستراتيجي مخصص للبحر الأبيض المتوسط

آلية RescEU التي استحدثها الإتحاد الأوروبي للحماية المدنية تمثل قوة حقيقية للتدخل السريع في حال حدوث كوارث بيئية كالحرائق أو الفيضانات و التي تضم طائرات إخماد الحرائق ، أعوان بحث و إنقاذ و مختلف التجهيزات للعمل أثناء الكوارث .
دول الإتحاد الأوروبي قررت شراء 20 طائرة "كنادير Canadair " لإخماد الحرائق ، إثنين منها لفرنسا . كما يمكن لدول الإتحاد الإعتماء على الأقمار الصناعية من أجل التحذير و الإنذار المسبق لتفادي تعقد الأمور أثناء الكوارث .

قد يبدو لك أن الدول الأوروبية تقوم بما يجب من أجل تفادي الكارثة ، لكنهم في الحقيقة يتقدمون بشكل بطيء جدا و محدود . إتفاق شامل للحماية المدنية يجمع كل دول حوض البحر الأبيض المتوسط أصبح ضرورة ملحة ، مع تخصيص صندوق دعم مالي دولي مخصص حصرا لهذه الدول ، لأن ما ينتظرنا ليس حرائق السنة القادمة فقط ، بل تغير دائم و يومي للنظام البيئي و البيولوجي في المتوسط الذي يعتبر منطقة ساخنة ستدفع ثمنا كبيرا للتغير المناخي العالمي الناتج عن الإحتباس الحراري .


ترجمة من موقع lesfrancais.press الإخباري الفرنسي 





مدونة الكيميائي ..