أستراليا تطعن فرنسا في الظهر و تصطف مع أمريكا في حربها على الصين

لماذا نحلم بالكوابيس ؟ تفسيرات علمية ستساعدك على فهم ذاتك

تحلم أنك تسقط من مكان عالي

 تخيل أنك تسبح في مياه زرقاء هادئة و جميلة ، لكن فجأة ترى مخلوقا كبيرا لا تفهم ما إذا كان ثعبانا كبيرا أو سمك قرش يبدأ في مطاردك ، فجأة تجد أنك لا تسبح بالسرعة المطلوبة بل أنت متوقف في مكانك دون حركة رغم أنك تحاول السباحة هربا و بقوة ، في اللحظة التي يفتح هذا الكائن الخطير فمه ليأكلك أو ليعضك ينقذك أحد الصيادين بقاربه ، للحظة ستجد أن الشخص الذي أنقذك هو إيلون ماسك .

لم يتوقف الحلم هنا ، سوف يأخذك إيلون ماسك في رحلة إلى القمر في مركبة غريبة تشبه الحذاء و معك حبيبتك السابقة ، عندما تصل للقمر ستجد أمك في انتظارك بطبق كنت تحبه و هي ترتدي بذلة رواد الفضاء الغريبة ، بعدها ستبدأ الطيران في سماء القمر ثم فجأة تسقط في أذن جارك الذي لا تطيقه ! و تموت .. توقف ، قبل أن تموت سوف تستيقظ لأن كل هذا ببساطة كان مجرد كابوس .

أنت الآن في سريرك و ربما العرق يتصبب منك و قلبك يخفق بشدة ، سيأخذ منك بعض الوقت لتعود لوعيك و تستوعب ما حصل معك لتتساءل : لماذا نصاب بالكوابيس ؟

ربما هذا كابوس أو حلم غريب ، لكن توجد كوابيس من نوع آخر مخيفة و مرعبة ما يجمعها هو أسبابها الغامضة و التي أنت تجهلها .

الأحلام و أنت في قمة لا وعيك تجعل دماغك يقوم بمحصلة لذكريات عبر استعادتها و هذا سهل للفهم ، لكن غير المفهوم بالنسبة للجميع هو لماذا نحلم بأشياء مخيفة و فظيعة التي نحس أنها تأتي من لا شيء و لا علاقة لها بواقعنا الذي نعيشه ، و لماذا الكثير من الكوابيس تبدو و كأن كل البشر يشتركون فيها ، مثل الشعور بأنك مطارط من أحدهم أو أن تجد نفسك تتجول في الشارع و أنت من دون ملابس و لماذا بعض الأشخاص يصابون بالكوابيس أكثر من غيرهم ؟!

إستعدوا إذن لنقفز إلى لا وعيكم و في أكثر الأشياء التي تخيفكم و ترعبكم ..

حلم مخيف و كابوس


أولا ، ما هو الحلم الذي يمكن لنا أن نعتبره كابوسا و الذي أصابك على الأقل مرة واحدة في حياتك ؟ الكابوس هو حلم سيء ، لكن مقارنة بالأحلام السيئة البسيطة ، الكابوس هو حلم سيء جدا لدرجة أنه واقعي و شديد ما يسبب لك الكثير من المشاعر السلبية أثناءه و بعده كالحزن أو الشعور بالذنب . هذه المشاعر و بسبب قوتها فإنها تسبب استيقاض الشخص من نومه وسط الليل ، و عندما تصبح الكوابيس متكررة فإنها تسبب مشاكل كبيرة في النوم و الأرق ، بل قد تجعل البعض يخافون حتى من فكرة النوم .

لكن السؤال الذي يجب طرحه :

لماذا العقل البشري يجد نفسه مضطرا ليرسل لنا صورا و حكايات مرعبة للغاية عندما يحل الليل و عندما ننام ؟

تفسر الكثير من النظريات العلمية ظاهرة الكوابيس بسعي الدماغ البشري لتجهيزنا لمواجهة المخاطر الواقعية التي تخيفنا كثيرا ، حيث يقوم بإشباع لا وعينا أثناء النوم بأشياء يعتبرها مصدرا للقلق و الضغط العصبي ، ليستعد على أحسن وجه لمواجهة الوضعيات المقلقة و الصعبة في الحياة الحقيقية اليومية . كأن الدماغ البشري يجعلك تعيش حالة محاكاة ليجعلك تتحكم بطريقة أفضل في مشاعرك السلبية و التي كنت ستعاني من صعوبة أكبر في مواجهتها و أنت مستيقظ في كامل وعيك لأول مرة ، و يتم تفسير هذا بأن عقلك يقوم بإيقاضك قبل أن يحصل أسوأ ما في ذلك الكابوس . حيث توصل باحثون في جامعة جنيف السويسرية أن الناس الذي يصابون بالخوف أكثر أثناء النوم هم الأكثر استعداد لمواجهة مخاطر مختلفة في حياتهم الحقيقية ، و هي الدراسة التي نشرها في مجلة Humain brain mapping و التي أثبتت نتائج الفحص الدماغي بالرنين المغناطيسي لـ 89 شخصا أنه كلما كان الشخص أكثر تعرضا لمشاعر الخوف في الليل كلما كانت عواطفه و مشاعره أكثر إتزانا و تحكما عندما يتعرض لضغط نفسي في حياته اليومية .

لماذا نحلم الكوابيس المخيفة


لماذا يصاب بعض الأشخاص بكوابيس أكثر مقارنة بباقي البشر ؟

حوالي 5 إلى 6 بالمئة من البشر يعانون فعلا من كوابيس متكررة ، مثلا كأن تحلم أنك تتعرض لهجوم زومبي أو كائنات غريبة مرتين في الأسبوع ، في هذه الحالة أنت تشاهد كثيرا أفلام و مسلسلات الرعب ، أو أنت تعاني فعلا من مشاكل حقيقية في النوم .

في الحقيقة هناك الكثير من الأسباب التي تجعل البشر يعانون من كوابيس متكررة و لعل أهمها هي عدم القدرة على التخلص من بعض المشاعر السلبية كالخوف .

رغم أن الكوابيس لها تأثير جيد على وظيفة الدماغ ، لكن تكرارها بشكل كبير يصبح له تأثيرات سلبية على العقل و الحالة النفسية ، فعدم القدرة على التخلص من الكوابيس سيجعلك ترسم سيناريوهات جديدة للتخلص منها تكون في كل مرة أسوأ من السابقة فتدخل في حلقة مفرغة من المشاكل النفسية التي تعزز الكوابيس و من ثم الكوابيس التي تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى الإكتئاب .

من بين الأسباب التي تؤدي أيضا إلى تكرار الكوابيس هي الضغط العصبي أو القلق الشديد ، الخروج من إدمان الخمر أو بعض الأدوية و المؤثرات العقلية ، بعض الإضطرابات في الشخصية أو اضطراب ما بعد الصدمة مثل الذي يعاني منه الجنود بعد العودة من مناطق الحرب .

عدم التوازن في النشاط بين أجزاء الدماغ له تأثير مؤكد على تكرار الكوابيس و هذا السبب لا علاقة له بباقي العوامل الخارجية التي سبق و ذكرتها .

لماذا بعض الكوابيس متشابهة عند أغلب البشر ؟

بسبب تشابه الكوابيس عند أغلب يجب أن لا نتجاهل أنها مرتبطة بالتجارب الشخصية لكل فرد و المشابقة لباقي البشر ، كذلك لأسباب ثقافية و دينية أيضا . الكثير من الكوابيس مرتبطة أساسا بغريزة البقاء لهذا فإن من أكثرها تكررا هي الإعتداءات الجسدية و الخلافات مع العائلة و المحيطين بنا في حياتنا اليومية ، ثم الكوارث الطبيعية مثل الزلازل و الحرائق و الحروب .

فقدان الأسنان أو الشعر أو أن يجد الشهص نفسه عريانا من دون ملابس في مكان عام هي من أكثر الكوابيس تكررا أيضا بين البشر .


يبقى عالم الأحلام و الكوابيس مجالا واسعا للإستكشاف العلمي و التفسيرات الجدية قد تلتقي في كثير من النقاط و قد تختلف أحيانا قليلة ، لكن عليك أن تتأكد أن الكوابيس هي هنا فقط من أجل مساعدتك .. على الأقل بشكل أو بآخر .


إقرأ : خمسة نصائح للنوم إذا كنت تعاني من الأرق و ذهاب النعاس في الليل

و أيضا : هذه هي الوضعية المناسبة للنوم بطريقة صحية و مريحة حسب الدراسات العلمية


إقرأ هذا المقال : لهذه الأسباب لا يجب أبدا ترك هاتفك في الشاحن طوال الليل


مدونة الكيميائي