أستراليا تطعن فرنسا في الظهر و تصطف مع أمريكا في حربها على الصين

التاريخ الحقيقي للجماعات السرية : الماسونية

منظمة الماسونية البناؤون الأحرار

 يجتمعون ليلا في أماكن سرية و غامضة ، أتباعهم يغطون رؤوسهم بأقنعة مثيرة للشك و الحيرة ، لا يظهر من وجوهم سوى أحيانا سوى الأعين التي تلمحها تحت الشعلات النارية الخافتة أو المتقدة ، ضحكاتهم الشيطانية تتناسق بشكل مخيف و هم يحدد مصير هذا العالم و أكبر الأحداث .. إنهم المجتمعات السرية عبر التاريخ .

توقفوا للحظة .. أتمنى أنكم لم تصدقوا ما ذكرته في الأعلى لأنه مجرد صورة نمطية سنيمائية وصلت إلى أذهانكم ، سوف أسرد لكم اليوم التاريخ الحقيقي لبعض الجماعات السرية بعيدا عن نظريات المؤامرة الغريبة و المتشعبة ، حقيقة تؤكد أن هذه الجماعات لها واقعية تاريخية مثبتة و كذلك دور كبير أحيانا في رسم مسار التاريخ و الحضارة البشرية التي وصلنا لها اليوم .

سوف نرفع السرية و الغرابة على 6 جماعات سرية هي :

1- منظمة الماسونية ( حركة البناؤون الأحرار )

2- جماعة النورانيين ( المتنورون )

3- منظمة Ku Klux Klan كو كلوكس كلان .. الأمريكية العنصرية

4- أخوية " الجمجمة و العظام " Skul and bones

5- منظمة الصليب الوردي / روسيــكروسيانـيـسـم أو روزا-كروز

6- طائفة الحشاشون .. فرسان قلعة ألموت الذين نشروا الرعب في العالم الإسلامي


سأشارككم مقالات تاريخية مشوقة ، و سنبدأ اليوم بـ 

الماسونيون ( البناؤون الأحرار ) 

الماسونية و رموزها المحيرة و الغريبة


منظمة الماسونية هي أشهر جماعة سرية عبر التاريخ ، هي سرية جدا لدرجة أن جميع سكان الكرة الأرضية تقريبا يعلمون بوجودها و هذا الغريب في الأمر .
هذه المنظمة لعبت دورا هاما في الكثير من الأحداث التاريخية الهامة و الحاسمة . تشكل قوة سياسية سرية و هي مسؤولة عن كل مشاكل و أحداث الكرة الأرضية الرئيسية ، فهل هذا صحيح ؟

كل ما تعرفه حاليا عن عن الماسونية المعاصرة هو حديث ، لأن ظهرت بشكلها الحالي في بداية القرن الثامن عشر في أنجلترا ، لكن جذورها في الحقيقة أقدم من هذا بكثير ، فأصل كملة Freemason أو البناء الحر موثق منذ القرن الرابع عشر .

عندما ظهرت كانت الكلمة تصف البناء الماهر و المؤهل جدا الذي ينتقل بكل حرية بين مواقع البناء . بدأ حرفيوا البناء في ذلك الوقت بالتكتل في مجموعات ، بعدها بدأوا في بناء " شبه مأوى " أمام مواقع البناء التي يشتغلون فيها و التي أطلقوا عليها إسم " المحفل " و جمعها " محافل " ، يجتمعون فيها للنقاش و تبادل الأفكار و المعارف المهمة حول عملهم و حرفهم .

مع مرور الوقت بدأت تلك المحافل في استقبال أسخاص مختلفين لا ينتمون لمجال الهندسة و البناء و العمارة ، فتحولت إلى مركز للنقاشات الفلسفية بالأساس و بشكل متزايد .

هذه الجماعة التي تأسست على مبدأ التعاون و التضامن و التكافل صارت تستقبل المزيد و المزيد من الأفراد ، الشرط الوحيد للإنضمام هو أن يتم اختيار الوافد الجديد من طرف عضو سابق من داخل الجماعة .

في سنة 1717 قررت أربعة محافل ماسونية الإتحاد ضمن محفل واحد كبير هو محفل لندن ، واضعين بهذا حجر الأساس لمنظمة الماسونية المعاصرة التي نعرفها اليوم .

المحفل الماسوني حيث يلتقي أعضاء المنظمة

بدأت المحافل الماسونية في الظهور عبر كل ربوع إنجلترا و فرنسا ثم أوروبا وصولا إلى أمريكا و العالم الجديد ، فأصبحت تملك قوة جذب متزايدة و نجحت في استقطاب النخب المثقفة في عصر الأنوار ، مثل الفرنسي فولتير و كازانوفا و المركيز لافايات و بنجامين فرانكلين أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية ، الموسيقي موزارت ، جورج واشنطن و حتى الأمير عبد القادر الجزائري مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة منتصف القرن الثاسع عشر .

كان كثير من وجوه الثورة الفرنسية  بعد 1789 كانوا ينتمون لمنظمة الماسونية مما جعل الكثير من الشائعات تقول أنذاك أن الثورة الفرنسية هي من تخطيط و إنجاز هذه المنظمة .

في القرن التاسع عشر واصلت الماسونية الإنتشار في العالم عبر مختلف القارات مستقطبة عناصر جديدة ، ما أدى إلى انقسامها إلى طوائف مختلفة الولاءات ، ما جعل المحافل الماسونية مخابر حقيقية لتبادل الأفكار بسبب الطابع السري لها ، حيث يتم تبادل كل الأفكار الجريئة بكل حرية تامة .

الماسونية هي منظمة حاولت البقاء بعيدة عن كل التجاذبات الدينية رغم أن الطقوس و الإحتفالات التي يقومون بها تبدو غامضة و دينية بالنسبة للذين هم غير مطلعين على حقائقها ، فرموزها المنشرة في كل مكان من حولنا تتعلق بمجال الهندسة المعمارية مثل الكوس و المدور و الخيط الرصاصي أو الرب " المهندس الأكبر للكون " .

الطقوس في المحافل الماسونية ثرية للغاية فهي تجمع آثارا من الإنجيل و الكيمياء ( الخيمياء ) و التاريخ المصري القديم و الحضارة الفرعونية و حتى آثار فرسان الهيكل .

معايير الترتيب و الترقي في الماسونية

الأعضاء الماسونيون أو كما يطلقون على بعضهم إسم " الإخوة " يستخدمون الكثير من الرموز و الإيحاءات للتعرف على بعضهم و التواصل فيما بينهم ، فالماسونية منظمة هيكلية تدرجية حيث يتسلق الأعضاء مختلف الرتب مع تقدم الوقت و عبر التجربة ، من مبتدئ إلى مرافق إلى معلم .( كما يوجد سلم أكبر للرتب )

هل نعرف كل شيء على الماسونية ؟

نعم نحن نعرف الكثير ، لكن هناك سرّين إثنين يجب أن يبقيا محفوظين ، كل عضو ينتمي للمجموعة لا يجب أن يفصح عن أي شيء سمعه داخل المحفل ، رغم أنه يمكنه التصريح بانتمائه لها و هو أمر شائع جدا ، و كذلك لا يملك الحق في الكشف عن إسم أي عضو آخر للعامة . حيث أنه في السابق كان ممنوعا أيضا أن يكشف العضو عن انتمائه للمجموعة حتى لعائلته و مقربيه .

بسبب هذه السرية التي تحكم المنظمة الماسونية و نظم سيرها ، يتم إتهامها بكل شيء يحدث في العالم و ما يعاكسه ، يتهمونهم أنهم ضد المسيحية و ضد الإسلام ، أنهم من عبد الشيطان أو هم خاضعون للرب ، أنهم رأس ماليون و أنهم اشتراكيون !، يقولون عنهم أنهم تابعون لليهود و أحيانا أنهم معادون للسامية ! .. و كلها تناقضات لكن الحقيقة أنه يوجد العديد من الطوائف داخل الماسونية نفسها .

عارضت الكنيسة المسيحية الحركة الماسونية منذ بداياتها و نظرت لها بعين الريبة و صلت لدرجة تحريم الإنتماء لها و هو نفس ما يحصل مع الإسلام اليوم .

عدد أتباع الماسونية في تراجع مستمر ، في سبعينات القرن الماضي كان عدد أعضائها 07 ملايين عبر العالم ، أما اليوم فهم بين 2 و 3 ملايين و يتركز ثلثي هذا العدد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها . لكن تبقى مجرد أرقام تقريبية لأن الكثير من المحافل مازال يكتنفها الغموض و يجهل عدد أتباعها .

في الأخير ، يمكننا تلخيص الماسونية في بضعة كلمات ، هي مجموعة فلسفية تضم أعضاء متضامنين أخويين ، هم كذلك لوبي سياسي و شبكة مصالح تضم أفراد مؤثرين جدا .


تابعوا المقالات القادمة التي سأتطرق فيها لباقي الجماعات السرية ..


مدونة الكيميائي