أستراليا تطعن فرنسا في الظهر و تصطف مع أمريكا في حربها على الصين

المغرب و الجزائر .. تاريخ 60 سنة من العلاقات المتوترة و الحروب

 


بعد قطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية بشكل كامل مع المغرب يوم أمس ، عاد إلى السطح تاريخ كبير من النزاعات و الحروب بين البلدين منذ منتصف القرن الماضي ، تاريخ سرد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة جزء بسيط منه في بيانه قبل أن يعلن عن القطع الرسمي للعلاقات الرسمية مع الحفاظ على العلاقات القنصلية لكي لا يتضرر مواطني البلدين .

سنة 1963 :

اندلعت حرب الرمال بين المغرب و الجزائر بعد مطالبة المغرب ببعض الأراضي الجزائرية في أقصى الغرب و الجنوب الغربي هي تندوف و القنادسة و بشار ، الجزائر التي رفضت ذلك أكدت تمسكها بالحدود الموروثة عن الإستعمار و باعتبار أن هذه المناطق تم تحريرها من طرف الجزائريين بالدم و الرصاص ضد الإستعمار الفرنسي .

بعد نهاية حرب الرمال القصيرة بين البلدين يقيت الحدود على ما هي عليه و لم تنجح المغرب في الحصوص على الأراضي التي طالبت بها .

1973 - 1975 : 

المقاومة الصحراوية ضد الإحتلال الإسباني من أجل تحرير الصحراء الغربية كانت بدعم من الجزائر أساسا و ليبيا القذافي في البداية و بدرجة أقل، حيث أعلنت البوليزاريو ( جبهة تحرير الساقية الحمراء و واد الذهب ) الحرب على مملكة إسبانيا و باعتبار الجبهة ممثلا شرعيا و وحيدا للشعب الصحراوي .

الدعم الجزائري للمقاومة الصحراوية تسبب لها في مشاكل دبلوماسية مع مملكة إسبانيا أنذاك .

6 نوفمبر / تشرين الثاني 1975 :

بعدما نجح الشعب الصحراوي في تحرير أراضيه بدعم عسكري و مالي من الجزائر و ليبيا ، قرر الملك المغربي الراحل الحسن الثاني القيام بمسيرة تم تسميتها بـ " المسيرة الخصراء " من أجل السيطرة على الأراضي الصحراوية المحررة .

المسيرة الخضراء شارك فيها 350 ألف مواطن مغربي من الشمال جاؤوا للإستيطان في الصحراء الغربية و معهم 20 ألف جندي .

من نتائج المسيرة الخضراء هروب عشرات آلاف الصحراويين نحو موريتانيا و الجزائر و الذين يقيمون اليوم في مخيمات اللجوء .

المسيرة الخضراء المغربية للسيطرة على الصحراء الغربية بعد تحريرها من طرف البوليزاريو


14 نوفمبر / تشرين الثاني 1975 :

توقيع الإتفاق الثلاثي بين المغرب و موريتانيا و إسبانيا ، الإتفاق الذي سمح بتقاسم الأراضي الصحراوية كالتالي : الثلث الجنوبي من الصحراء يخضع لموريتانيا و الثلثين الشماليين يخضعان للمملكة المغربية .

لم تعترف الأمم المتحدة بهذا الإتفاق و اعتبرت أن إسبانيا هي الدولة المسيطرة على إقليم الصحراء إلى حين إجراء استفتاء تقرير المصير .

الجزائر التي دعمت البوليزاريو طيلة الحرب ضد إسبانيا رفضت الإتفاق أيضا .

تقاسم الصحراء الغربية بين المغرب و موريتانيا حسب إتفاق مدريد الثلاثي 1975 ( الجزء الأخضر لموريتانيا و الأحمر للمغرب )


1975 - 1979 :

اندلعت الحرب بين جبهة البوليزاريو و بدعم من الجزائر من جهة ضد المغرب و جهة ثانية ضد موريتانيا . نجحت البوليزاريو في إرغام موريتانيا على الإنسحاب من كل المناطق التي سيطرت عليها في الجنوب ، لكنها فشلت في طرد الجيش المغربي الذي سيطر على مناطق أكبر من الصحراء الغربية و الذي بنى الجدار الرملي لفصل الجزء الخاضع لسيطرته عن الجزء الخاضع لسيطرة جبهة البوليزاريو و الذي يصفه الصحراويون بالأراضي المحررة .

أواخر جانفي / يناير 1976 : معركة أمغالة الأولى بين المغرب و الجزائر 

تقول الجزائر أن جيشها كان في مهمة إنسانية لنقل الدواء و الأكل للمواطنين الصحراويين المحاصرين من طرف الجيش المغربي في بلدة أمكالة ( أمغالة ) و أنهم تعرضوا لكمين ، لكن الرواية المغربية تقول أن الجيش الجزائري مسنودا بقوات البوليزاريو هاجموا بلدات داخل الصحراء الغربية للسيطرة عليها ، لواء نحو بلدة أمغالة و لواء آخر نحو المحبس و لواء ثالث في بلدة تيفاريتي .

15 فبراير 1976 : معركة أمغالة الثانية بين الجزائر و المغرب 

حسب بعض الروايات فإن فرقة من القوات الخاصة الجزائرية هاجمت القوات المغربية المتمركزة في بلدة أمكالة و تم قتل العشرات و أسر عشرات الآخرين ، لكن روايات فرنسية تقول أن قوات البوليزاريو نفذت العملية دون مشاركة الجزائر . تحركت قوات مغربية من المحبس نحو أمغالا من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن الوقت كان متأخرا لذلك .

يعتبر المؤرخون معركة أمكالة الثانية آخر مواجهة عسكرية مباشرة بين المغرب و الجزائر .


خريطة الصحراء الغربية اليوم توضح الأراضي التي يسيطر عليها كل طرف

26 أوت / آب 1994 :

وجهت المغرب أصابع الإتهام للأمن الجزائري بتورطه في تفجيرات مراكش و قررت فرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين كما قامت بطرد السياح الجزائريين من الفنادق المغربية ، الأمر الذي ردت عليه الجزائر بالغلق الكلي للحدود بين البلدين .

كانت الجزائر تتهم المغرب بإيواء أعضاء من الجماعات الإرهابية التي كانت في حرب مع الجزائر أو ما يعرف بالعشرية السوداء . المغرب التي رفضت تسليم بعض العناصر الإرهابية المختبئة هناك للسلطات الجزائرية .

18 جويلية /تموز 2021 :

قامت الجزائر باستدعاء سفيرها للتشاور بعد قيام ممثل المغرب بالأمم المتحدة بعرض خريطة الجزائر منقوصة من منطقة القبائل في اجتماع حركة عدم الإنحياز .

بعدها بأيام انفجرت فضيحة التجسس " بيغاسوس " التي أثبتت تورط المغرب في التجسس باستخدام برنامج إسرائيلي على كبار المسؤولين المدنيين و العسكريين في الجزائر .

13 أوت / آب 2021 :

وزير الخارجية الإسرائيلي يهاجم الجزائر من فوق الأراضي المغربية أمام وزير الخارجية المغربي و السلطات المغربية التي التزمت الصمت و لم تقم بالتعقيب .

يحصل هذا لأول مرة منذ نشأة إسرائيل سنة 1948 ، وزير إسرائيلي يهاجم دولة عربية من داخل دولة عربية أخرى .

18 أوت / آب 2021 :

الجزائر تقول أنها قررت إعادة النظر في علاقاتها مع المغرب بعد تورط حركتي " رشاد " و " الماك " المدعومتين من المغرب في الحرائق المميتة التي شهدتها الجزائر ( حسب وجهة النظر الجزائرية  ) .

24 أوت / آب 2021 :

وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة يقرر القطع النهائي و الكلي للعلاقات الدبلوماسية مع المغرب مع الحفاظ على العلاقات القنصلية لتفادي تضرر مواطني البلدين .


إقرأ أيضا : لماذا أصبحت حرائق الغابات أكثر عددا و أكثر قوة في السنوات الأخيرة ؟

و : هكذا تفاعلت الصحافة الفرنسية مع الحرائق المهولة في الجزائر


مدونة الكيميائي